قررت أن أغامر وأجرب الانتقال إلى عالم سامسونج. بعد سنوات من الاعتياد على بيئة آبل المغلقة، كان التحول إلى نظام جديد قرارًا جريئًا. ومع مرور الوقت واستخدامي للهاتف، بدأت أكتشف الفروق والتحديات التي قد تواجه مستخدم آيفون في عالم سامسونج. في هذا المقال، سأشارككم تجربتي الكاملة مع هاتف S25+ وكيف كانت رحلة الانتقال بين النظامين.
التغيير بين الأنظمة ليس أمرًا سهلًا أبدًا. آخر مرة قمتُ بذلك كانت في عام 2018 عندما قررت الانتقال من "إكس بوكس" إلى "بلاي ستيشن"، بعد سنوات من الاستمتاع بألعاب مثل "كول أوف ديوتي مودرن وورفير" و"بلاك أوبس" على "إكس بوكس". منذ ذلك الحين، لم أندم على قراري، ومع ذلك ما زلت أحتفظ بـ "إكس بوكس" في المنزل.
الآن وبعد مرور أسبوع أو أسبوعين من استخدام هاتف سامسونج S25+، إليكم تجربتي كمستخدم آيفون قرر التبديل إلى عالم سامسونج:
التصميم والبناء
أول شيء لفت انتباهي عند فتح علبة هاتف سامسونج S25+ كان تصميمه الرائع والأنيق. الهاتف خفيف الوزن بشكل ملحوظ رغم احتوائه على بطارية كبيرة مقارنة بهاتف آيفون 16 برو. كما أن الغطاء الخلفي المصنوع من الزجاج المصقول يقاوم بصمات الأصابع بشكل أفضل بكثير من تصاميم آبل اللامعة، في حين أن الحواف المنحنية تجعله سهل الإمساك.
اخترت اللون الأزرق للهاتف، الذي يُشبه إلى حد ما لون آيفون 12 برو ماكس، ولكنه يمتاز بلون أجمل وأكثر تألقًا.
أما بالنسبة للشاشة، فقد كانت مفاجأة حقيقية. شاشة "Dynamic AMOLED 2X" مقاس 6.7 بوصة تقدم تجربة مشاهدة رائعة. بفضل معدل التحديث المتكيف الذي يتراوح بين 1 و120 هرتز، يوفر الهاتف سلاسة فائقة سواء في التصفح أو مشاهدة المحتوى أو الألعاب.
التحول في البرمجيات
أحد أبرز التغييرات كان في البرمجيات. بينما يشتهر نظام iOS ببساطته وسهولة استخدامه، فإن واجهة "One UI 6.1" من سامسونج تقدم مستويات غير محدودة من التخصيص. يمكنك تعديل حجم الأدوات، تغيير السمات، وحتى تغيير الخطوط على مستوى النظام. هذه الحرية كانت ممتعة في البداية، ولكنها كانت مرهقة في بعض الأحيان بسبب كثرة الخيارات.
الميزة التي أثارت إعجابي كانت "وضع النوافذ المتعددة" من سامسونج. بينما تفتقر هواتف آيفون إلى تعدد المهام الحقيقي، يتيح لي هاتف S25+ تشغيل تطبيقين في نفس الوقت، مما يزيد من الإنتاجية بشكل كبير.
أداء الكاميرا
كاميرات آيفون عادة ما تركز على تقديم صور طبيعية وواقعية، بينما تميل سامسونج إلى تعزيز الألوان والحدة. كاميرا هاتف S25+ الرئيسية بدقة 50 ميجابكسل تلتقط تفاصيل مذهلة، خاصة في الإضاءة الجيدة. كما أن الذكاء الاصطناعي يحسن الصور بشكل مذهل، مما يجعلها جاهزة للنشر فورًا على منصات التواصل الاجتماعي.
لكن الأبرز بالنسبة لي كان أداء التكبير. الزوم البصري 3x والزوم الرقمي حتى 30x قدما وضوحًا مذهلاً للأجسام البعيدة، وهو ما لم يكن بإمكان هاتفي آيفون تقديمه. ومع ذلك، لاحظت أن الصور في الإضاءة المنخفضة كانت أحيانًا تظهر بحدة اصطناعية مقارنة بوضع "الليل" الأكثر توازنًا في كاميرات آيفون.
عمر البطارية والشحن
أحد أبرز العيوب التي كنتُ أواجهها مع آيفون هو بطء الشحن. لكن مع هاتف S25+ الذي يدعم الشحن السريع بقدرة 45 وات، استطعت شحن الهاتف من 0 إلى 50% في حوالي 25 دقيقة فقط. البطارية التي تأتي بسعة 4900 مللي أمبير توفر لي استخدامًا طوال اليوم حتى مع الاستخدام المكثف، وهو أمر مريح مقارنة بآيفون حيث كنت مضطرًا في كثير من الأحيان لشحن الهاتف في منتصف اليوم.
ومع ذلك، هناك شيء ما يزال يصعب تجاوزه: ميزتا "اير دروب" و"آي كلاود" الحصريتان لنظام آبل. على الرغم من أن سامسونج توفر ميزة "كويك شير" كبديل لـ "اير دروب"، إلا أنه إذا كنت معتادًا على آيفون، ستشعر ببعض الفارق عند استخدام هذه الميزات.
لكن مع ذلك، يحتوي نظام سامسونج على العديد من الميزات التي تجعله متفوقًا في مجالات أخرى. ميزة "سامسونج دي إكس" (Samsung DeX) حولت الهاتف إلى تجربة شبيهة بجهاز الكمبيوتر المكتبي باستخدام شاشة ولوحة مفاتيح خارجيين فقط. علاوة على ذلك، ربط سماعات "جالاكسي بادز" كان سلسًا للغاية، كما أن التكامل العميق مع "ويندوز" جعل من السهل نقل الملفات وتلقي الإشعارات دون أي تعقيدات.
رغم أنه كان من الصعب التبديل بين النظامين، إلا أن تجربة سامسونج S25+ كانت مثيرة ومميزة للغاية. مع مواصفات قوية وعمر بطارية متميز وتجربة كاميرا استثنائية، يبدو أن سامسونج قد نجحت في تقديم هاتف يتفوق على ما كنت أتوقعه. ورغم أنه ما زالت هناك بعض الفروق التي يصعب التغلب عليها، إلا أن تجربتي مع S25+ جعلتني أقدر أكثر تنوع الخيارات التي يقدمها هذا الهاتف الذكي.
تعليقات
إرسال تعليق