القائمة الرئيسية

الصفحات

بعد 11 عامًا من كشف أسرار الكون.. التلسكوب GAIA يدخل في سباته الأخير !


بعد أكثر من عقد من المساهمة في اكتشاف مليارات النجوم داخل مجرة درب التبانة، تلقى التلسكوب الفضائي GAIA أوامر وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) بالتوقف عن العمل، ليدخل في حالة السبات النهائي، منهياً بذلك رحلته العلمية التي استمرت 11 عامًا في مدار الأرض.

 

نهاية مهمة GAIA.. ومرحلة السبات

وفقًا لبيان رسمي، استخدم التلسكوب محركاته للمرة الأخيرة لمغادرة نقطة L2 Lagrange، وهي المنطقة التي تتوازن فيها جاذبية الأرض والشمس، وبدأ ينجرف ببطء نحو مداره النهائي حول الشمس. وأوضح الخبراء في وكالة الفضاء الأوروبية أنهم يعملون الآن على إيقاف جميع الأنظمة والأجهزة تدريجياً، لضمان عدم إعادة تشغيل المرصد عن طريق الخطأ في المستقبل.

 

رحلة GAIA.. إنجازات علمية هائلة

تم إطلاق GAIA في ديسمبر 2013، حيث قضى 11 عامًا في دراسة المجرة القريبة منا ورصد مليارات النجوم. كانت مهمته الأساسية تتمثل في:

  • قياس المسافات بين النجوم بدقة غير مسبوقة.

  • تحليل أحجام النجوم وأنواعها بناءً على تغيّر مواقعها في السماء مع حركة الأرض حول الشمس.

  • نشر كتالوجين دقيقين يحتويان على إحداثيات قرابة ملياري نجم، مما ساعد في رسم خرائط تفصيلية للمناطق المجاورة للنظام الشمسي.

 

لماذا توقفت مهمة GAIA؟

في 25 ديسمبر 2025، اضطر العلماء إلى إيقاف عمليات الرصد، بسبب نفاد الغاز اللازم لمحركات الدفع، مما جعل التلسكوب غير قادر على تعديل موقعه لمواصلة مهمته. نتيجة لذلك، تقرر إنهاء تشغيله بطريقة مدروسة تضمن عدم حدوث تداخل مع المركبات الفضائية الأخرى في المستقبل.

 

ما التالي؟ بيانات GAIA لم تنتهِ بعد!

على الرغم من انتهاء عمليات GAIA، إلا أن العلماء يواصلون تحليل البيانات الضخمة التي جمعها التلسكوب خلال 11 عامًا. ومن المتوقع أن يتم نشر أطلس جديد للنجوم في العام المقبل، يضم:

  • معلومات إضافية عن مئات وربما آلاف الكواكب الخارجية المكتشفة من خلال الصور التي التقطها GAIA.

  • تحسين إحداثيات وخصائص النجوم الثلاثية الأبعاد التي لم تدرس بعد.

  • المساهمة في تطوير فهم بنية ومظهر مجرتنا بشكل أكثر دقة.

 

إرث GAIA: ثورة في علم الفلك

يعد GAIA واحدًا من أهم التلسكوبات الفضائية في تاريخ الفلك الحديث، حيث غيّر طريقة فهم العلماء للكون من خلال توفير بيانات دقيقة حول تكوين وتطور مجرتنا. وعلى الرغم من انتهاء مهمته، فإن إرثه العلمي سيظل قائماً لعقود، حيث ستمثل بياناته حجر الأساس للعديد من الاكتشافات الفلكية المستقبلية.

تعليقات